ما هي السعرات الحرارية؟

"كم عدد السعرات الحرارية في هذا الغذاء او هذا الطعام؟" يعد هذا السؤال مصدر قلق شائع عند النظر إلى ملصقات الطعام. ما هي السعرات الحرارية و لماذا نركز بشدة على كميات السعرات الحرارية؟ 

مصطلح السعرات الحرارية هو مجرد وسيلة لقياس الطاقة. لذلك عندما نريد معرفة عدد السعرات الحرارية الموجودة في الطعام ، فإننا نريد أساسًا معرفة مقدار الطاقة التي يمكن أن يوفرها لنا هذا الطعام.

ما هي السعرات الحرارية؟

السعرات الحرارية هي طريقة لقياس الطاقة القادمة من الطعام. يستخدم الجسم الطاقة من الطعام لتوفير الطاقة لجميع خلايا الجسم. يعود مصطلح السعرات الحرارية إلى عام 1863 حيث تم استخدامه لقياس كمية الطاقة اللازمة لرفع كيلوغرام واحد من الماء درجة واحدة مئوية.

السعرات الحرارية الموجودة على ملصقات حقائق التغذية التي نراها تعتبر في الواقع كيلو كالوري. حيث ان كيلو كالوري واحد يساوي 1000 سعر حراري.

ومع ذلك ، عادة ما يتم إسقاط كلمة كيلو و يتم استخدام مصطلح "كالوري" بدلاً من كيلو كالوري.

يعد تعديل السعرات الحرارية التي نتناولها طريقة رئيسية يمكننا من خلالها التأثير على وزننا. كما يعد الاستغناء عن السعرات الحرارية الزائدة مكونًا رئيسيًا لمعظم الأنظمة الغذائية التي تدعو إلى إنقاص الوزن.

كان يُعتقد أنه إذا خفضت كمية السعرات الحرارية التي تتناولها ، فإن جسمك سيكون لديه طاقة أقل وسيحرق الدهون الزائدة للحصول على الطاقة.

ولكن اصبح المعروف الآن أيضًا أن كمية السعرات الحرارية ليست هى الشيء الوحيد الذي يؤثر على توازن الطاقة. حيث تعد جودة هذه السعرات الحرارية أيضًا جزءًا مهمًا من المعادلة.

كيف يستخدم الجسم السعرات الحرارية؟

المغذيات الكبيرة المقدار او التي توفر السعرات الحرارية الكبيرة هي التى تحتوى على البروتين والدهون والكربوهيدرات.

في المتوسط ​​، الكربوهيدرات والبروتينات توفر 4 سعرات حرارية لكل جرام ، والكحول يوفر حوالي 7 سعرات حرارية والدهون توفر حوالي 9 سعرات حرارية لكل جرام.

عندما نأكل طعام ، يوجد به مزيج من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات التي تمد الجسم بالطاقة.

فإن الخطوة الأولى التي يجب أن تحدث عندما نأكل أو نشرب هذا الطعام هي تقسيم الطعام إلى جزيئات مفردة.

ويتم ذلك أثناء عملية الهضم ، ويتم امتصاص وحدات مفردة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون في مجرى الدم عبر جدار الأمعاء الدقيقة.

عندما تكون هذه الوحدات في مجرى الدم ، يمكن للجسم توجيهها إلى خلايا مختلفة تحتاج إلى الطاقة أو يمكن تخزينها ايضاً.

عندما تبدأ مستويات الكربوهيدرات (مثل الجلوكوز) في الارتفاع في مجرى الدم ، يتم إطلاق الأنسولين. يعمل الأنسولين كحارس بوابة للسماح للجلوكوز بالدخول إلى خلايا الجسم والخروج من مجرى الدم.

كل خلية تحتاج إلى طاقة من الغذاء لتعمل. وتستخدم كل خلية هذة الطاقة للعمليات المختلفة بما في ذلك التمثيل الغذائي ومسارات الإشارات ، لإنشاء خلايا جديدة وتقلص العضلات.

يمكن تخزين الطاقة الزائدة في شكل مخازن الجليكوجين والدهون. عندما يكون تناول الطاقة غير كافٍ ، يمكن للجسم تكسير الجليكوجين لتوفير الكربوهيدرات وتفكيك مخازن الدهون لتوفير الطاقة.

ضبط كميات السعرات الحرارية لتنظيم الوزن

لطالما اقترح أنه لكى تفقد الوزن الذي تحتاجه يجب تقليل كمية السعرات الحرارية التي تتناولها. حيث انة كلما قلت كمية الوقود التي تمنحها لجسمك ، زاد الاعتماد على مخازن الدهون كمصدر للوقود.

في حين أن هذا التفكير صحيح جزئيًا ، إلا أن ما يجب أخذه في الاعتبار هو نظام الجسم المعقد.

فمع انخفاض مدخول السعرات الحرارية ، يمكن أن يتباطأ معدل الأيض أيضًا. كما يمكن أن تؤثر الهرمونات التي تنظم عملية التمثيل الغذائي أيضًا على تنظيم الوزن.

على سبيل المثال ، إذا انخفض تناول السعرات الحرارية بشكل كبير ، يمكن زيادة الكورتيزول والجريلين ، مما يزيد الشهية.

يمكن أن تعتمد كمية الطاقة التي يحتاجها جسمك على أشياء كثيرة: مثل العمر والجنس وحجم الجسم ومستوى النشاط والعوامل الوراثية ومستويات الهرمونات.

بينما يمكننا إعطاء نطاق تقديري للسعرات الحرارية لفقدان الوزن اوالحفاظ علي الوزن اوزيادة الوزن ، إلا أن هناك عوامل أخرى تؤثر على الوزن بالإضافة إلى عدد السعرات الحرارية التي تتناولها.

يمكن تجميع الاحتياجات من السعرات الحرارية المقدرة من خلال إدخال العمر والوزن والطول والجنس في معادلات مثل معادلة هاريس بنديكت.

يمكن أن يعطي إدخال هذه الأرقام تقديرًا لاحتياجات الجسم من السعرات الحرارية. ومع ذلك ، يمكن أن يكون هناك تباين فردي لعدد السعرات الحرارية الوارد في هذه المعادلات.

الفكرة هي مطابقة مدخول السعرات الحرارية من الطعام مع الرقم الموجود في المعادلة الذي يجب أن يحافظ على توازن وزنك. حيث يجب أن تؤدي زيادة أو تقليل تناول السعرات الحرارية إلى زيادة أو تقليل وزن الجسم ، على التوالي.

لا يتم التعامل مع جميع السعرات الحرارية على قدم المساواة

هل تحتاج فقط إلى حد معين من السعرات الحرارية لفقدان الوزن ، أم أن هناك اعتبارات اخري يجب النظر إليها؟ هل السعرات الحرارية عبارة كالوري بغض النظر عن مصدرها؟ هل يتعامل جسمك مع السعرات الحرارية التى يحصل عليها من السبانخ مثل السعرات الحرارية التى يحصل عليها من الحلوى؟

اتضح أن الجسم يتعامل مع السعرات الحرارية كلاً بشكل مختلف. لذلك يجب أيضًا مراعاة جودة السعرات الحرارية من أجل الصحة والوزن ليس فقط الكمية.

قارنت دراسة أجريت عام 2010 بين الاختلافات في استجابات المولدات الحرارية بعد الأكل وذلك بعد تناول وجبة مكونة من الطعام الكامل الذى يحتوى على خضروات وفاكهة ، ويشمل الحبوب الكاملة - أي منتجات الطحين الكاملة مقارنة بوجبة كانت من طعام مصنع او من الوجبات الجاهزة.

كانت الوجبات قابلة للمقارنة من حيث إجمالي السعرات الحرارية والكربوهيدرات والبروتين ومحتوى الدهون. وجد الباحثون أن وجبة الطعام المصنعة كانت أقل بنسبة 50٪ في إستهلاك الطاقة بعد الأكل عن الوجبة الكاملة.

ماذا يعني هذا؟ يعنى هذا ان الجسم يستخدم المزيد من الطاقة لتحطيم الأطعمة الكاملة مقارنة بالأطعمة المصنعة.

أظهر البحث (2) أيضًا أن انواع الاغذية المختلفة لها مستويات متفاوتة من إستهلاك الطاقة لتقسيمها و تحليلها.

على سبيل المثال ، يستهلك البروتين  طاقة أكبر للتحلل مقارنة بالكربوهيدرات.

قد يكون هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين مفيدة لفقدان الوزن لانها تجعل الجسم يحرق الدهون اكثر بسبب كمية الطاقة المستخدمة فى تقسيمها و تحليلها على المدى القصير.

تعامل الجسم مع السعرات حرارية التى تأتي من طعام غني بالبروتين يختلف عن السعرات الحرارية التى تأتى من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.

الخلاصة

ما هي السعرات الحرارية؟

السعرات الحرارية هي طريقة لقياس الطاقة القادمة من الطعام. يستخلص الجسم الطاقة من الطعام لتوفير الطاقة لجميع خلايا الجسم.

يمكن تخزين الطاقة الزائدة من الكربوهيدرات والدهون في حالة احتياج الجسم لاستخدامها كوقود في وقت لاحق.

يمكننا إلقاء نظرة على كميات السعرات الحرارية الموجودة على ملصقات الطعام لقياس مقدار الطاقة التي نحصل عليها من الأطعمة. ومع ذلك ، هناك أكثر من مجرد إجمالي كمية السعرات الحرارية التي يجب أن نهتم بها.

يمكن لطريقة الحصول على الطاقة أن تحدث فرقًا في كيفية تعامل الجسم مع الطاقة. يجب أن تأتي العناصر الغذائية الأخرى مثل الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف مع الطاقة التي نحصل عليها من الطعام.

وهذا ما يسمى بكثافة المغذيات. ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية.